في الساحة الوطنية الموريتانية، نادرًا ما نجد قادة تمكنوا من ترك بصمة بارزة في مجاليْن مختلفين؛ العسكري والسياسي. محمد بمبه ولد مكت، أحد أبرز الشخصيات الوطنية، نجح في تحقيق ذلك بفضل مسيرته الطويلة التي تميزت بالكفاءة والإخلاص، مما جعله قائدًا يُحتذى به ورجل دولة يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
مسيرة حافلة بالإنجازات
وُلد محمد بمبه ولد مكت عام 1957 في مدينة ألاك، والتحق بالمدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة عام 1977، حيث بدأ مسيرة عسكرية حافلة بالمحطات المتميزة. تقلّد العديد من المناصب القيادية، منها قائد الأركان العامة للجيوش ومدير الأمن الوطني، حيث كان دائمًا في طليعة الجهود الرامية لحفظ أمن البلاد واستقرارها، في مواجهة تحديات محلية وإقليمية معقدة.
إلى جانب عمله الميداني، لعب دورًا بارزًا في تطوير المؤسسة العسكرية من خلال الإشراف على تدريب الضباط والكوادر العسكرية، مما ساهم في تعزيز كفاءة الجيش الموريتاني. هذه الجهود تعكس التزامه العميق ببناء جيش قوي قادر على التصدي للتحديات.
رجل دولة متميز
بعد تقاعده من الخدمة العسكرية، لم يتوقف عطاؤه الوطني. في مايو 2023، انتُخب رئيسًا للبرلمان، وهو ما اعتبره الكثيرون تتويجًا لمسيرته الطويلة في خدمة الوطن. في هذا الدور الجديد، أظهر محمد بمبه ولد مكت قدرة استثنائية على الدمج بين الحكمة المكتسبة من تجربته العسكرية وبين المهارات السياسية التي تتطلبها قيادة البرلمان.
في أول خطاب له كرئيس للبرلمان، أكد التزامه بالعدالة والإنصاف، وهي قيم تميزت بها مسيرته. أدار جلسات البرلمان بحزم ووضوح، مما أرسى قواعد النظام والشفافية داخل المؤسسة التشريعية.
العدالة والمساواة: قيم راسخة
تميز محمد بمبه ولد مكت بتطبيق العدالة والمساواة في جميع المناصب التي شغلها. ففي البرلمان، كان صارمًا في تطبيق القانون، دون محاباة أو تمييز. تصديه لأي محاولات لخرق النظام الداخلي للبرلمان، وإعلانه عن العقوبات وفق اللوائح، أظهر أنه رجل يؤمن بأن القانون هو الأساس الذي يُبنى عليه أي نظام ناجح.
هذا الالتزام الراسخ بالعدالة أسهم في تعزيز الثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، الذين يرون فيه نموذجًا للمسؤول الوطني الذي يعمل من أجل الصالح العام.
خلاصة
محمد بمبه ولد مكت هو نموذج للقائد الذي يجمع بين الحزم والنزاهة، بين الحكمة والعمل المخلص. اختياره لرئاسة البرلمان يُظهر رغبة في تحقيق الشفافية وبناء دولة قائمة على العدالة والمساواة. ورغم أنه ليس من القادة الذين يسعون للظهور الإعلامي أو الخطابات الرنانة، إلا أن سيرته العملية ومبادئه الراسخة تجعله شخصية تُحظى باحترام وتقدير واسع.
في زمن التحديات المتعددة، يُعتبر محمد بمبه ولد مكت أحد القادة القادرين على إلهام الأجيال القادمة بقيم العمل الجاد والإخلاص للوطن. إنه شاهد حي على قدرة الموريتانيين على تجاوز الخلافات والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل لموريتانيا.