.jpeg)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
معالي الأخ / راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب؛
معالي الأخ / محمد ولد الرشيد رئيس مجلس المستشارين،
أصحاب المعالي / إخوتي وزملائي رؤساء برلمانات الدول الإفريقية المطلة على الساحل الأطلسي؛
أيها السادة والسيدات
يسعدني في مستهل هذه الكلمة أن أتقدم بجزيل الشكر للقائمين على تنظيم هذا الاجتماع وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منذ أن وطأت أقدامنا هذه الأرض الطيبة.
لاشك أنكم تدركون أهمية هذه المبادرة البرلمانية القاضية بالتعبئة لتوحيد الجهود بغية تحقيق الأمن والسلام والتعاون بين الدول الإفريقية الأطلسية.
فهذا المحيط ليس مجرد معبر مائي استراتيجي يربط بين القارات فحسب، بل هو شريان حيوي يختزن إمكانيات هائلة للتنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي إذا ما تم استغلاله بطريقة مُثلى تخدم مصالح شعوب المنطقة.
أيها السادة والسيدات
تلعب البرلمانات في العالم دورا محوريا في تحقيق الأمن والتعاون والسلام داخل الدول وفيما بينها.
وبخصوص برلمانات الدول الإفريقية المطلة على الساحل الأطلسي فبإمكانها بحكم الشرعية التي منحتها شعوب المنطقة أن تعمل على توحيد الجهود الإقليمية وتعزيز المبادرات المشتركة حتى تجعل من هذا الفضاء الساحلي واحة حقيقية للتعاون والسلم والاستقرار.
وبما أن السلام لا يتحقق إلا من خلال التنمية، وبحكم أن إحدى مهام البرلمانات تتمثل في مراقبة تنفيذ السياسات الإنمائية الحكومية والإتفاقيات الدولية عبر لجان مختصة، فبإمكان البرلمانات الأطلسية أن تتابع مدى التزام الحكومات بتنفيذ المشاريع والمبادرات الإقليمية المتعلقة بالسلام والتنمية.
وفي هذا الإطار بإمكان البرلمانات الأطلسية أن تعمل على بناء الثقة بين الحكومات وشعوبها من خلال تعزيز جهود الشفافية والسهر على مراقبة دقيقة لمشاريع التنمية والتعاون الإقليمي ومكافحة الفساد.
وفي نفس السياق ومن خلال الدبلماسية البرلمانية يمكن تعزيز الشراكة مع المنظمات الدولية لدعم الجهود الإقليمية في مجالات الأمن والتنمية.
زملائي الرؤساء
أيها السادة والسيدات
إن برلمانات الدول الإفريقية الأطلسية لديها مسؤولية تاريخية في قيادة شعوبها نحو مستقبل أكثر إشراقا.
ولن يتم ذلك إلا بتضافر الجهود البرلمانية وفتح فضاءات للحوار بين المشرعين وتبادل التجارب والخبرات.
إن سعيا كهذا يستدعي وضع أسس لشبكة برلمانية أو منتدى برلماني يكون بمثابة منصة لمناقشة التحديات المشتركة ووضع الاستراتجيات الكفيلة بمعالجتها.
فلنعمل معا على بناء مستقبل مشترك يعزز تنميتنا ويجعل من الساحل الأطلسي فضاءا للسلم والأمن والاستقرار والرخاء.
وفقنا الله وأياكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
