
أشرف وزير الصحة، السيد عبد الله سيدي محمد وديه، رفقة سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدى بلادنا السيد تانغ زونغ دونغ، على استلام الدفعة الأولى من الدعم المقدم من هذا البلد الصديق، والتي تضم 440 ألف ناموسية مشبعة طويلة الأمد، على أن تتبعها دفعة مماثلة، ليصل العدد الإجمالي إلى 900 ألف ناموسية.
وتأتي هذه المساهمة في لحظة محورية، حيث تستعد بلادنا لتنفيذ خطة وطنية شاملة لمكافحة الملاريا، تقوم على الاستباق والجاهزية والاستجابة السريعة، خاصة بعد ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض خلال الربع الأخير من العام الماضي.
وقد تم إعداد خطة توزيع موجهة لهذه الناموسيات، تركز على الولايات الأكثر عرضة لانتقال العدوى، من خلال تخصيص 400 ألف ناموسية لهذه المناطق وفقا لتوزيعها السكاني، فيما سيتولى البرنامج الوطني للقضاء على الملاريا الإشراف المباشر على عمليات التوزيع وفق الجدول المحدد.
وزير الصحة السيد عبد الله سيدي محمد وديه وخلال كلمته بالمناسبة أكد أن هذا التدخل الوقائي يندرج في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، "طموحي للوطن"، الذي يجعل من تعزيز الصحة إحدى الركائز الأساسية لبناء رأس المال البشري وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما أشار إلى أن السياسة العامة للحكومة، بقيادة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، تولي اهتماما خاصا بتقوية الرعاية الصحية القاعدية والوقائية، وتقليص الفوارق الجغرافية في الولوج إلى الخدمات الصحية، إضافة إلى تطوير نظام يقظة واستجابة فعال في مواجهة الأمراض المتوطنة، وفي مقدمتها الملاريا.
وأوضح معالي الوزير أن حملة توزيع الناموسيات التي تنطلق اليوم تشكل إحدى الدعائم الرئيسية للخطة الوطنية متعددة الأبعاد، والتي ترتكز على الاستباق والجاهزية والتنسيق بين مختلف القطاعات، وتشمل تكوين الكوادر وتدريب مقدمي الخدمات الصحية، إضافة إلى حملات التوعية وإشراك الفاعلين المحليين في جهود الوقاية والرصد، فضلا عن توفير التشخيص والعلاج المناسب.
وفي ختام كلمته، ثمن معالي الوزير مستوى التعاون القائم بين قطاع الصحة وجمهورية الصين الشعبية، والذي يتجلى في دعم البنية التحتية والتجهيزات الطبية، وتكوين الكوادر وتبادل الخبرات، فضلا عن البعثات الطبية الصينية المنتظمة، والتنسيق في مجال مكافحة الأمراض المتوطنة. كما عبر عن شكره لسعادة السفير والهيئات الصينية المعنية على هذا الدعم النوعي، مؤكدا التزام القطاع بتعزيز هذه الشراكة بما يخدم بناء نظام صحي منصف وعادل وقادر على الصمود، يضع حياة المواطن وسلامته الصحية في مقدمة الاهتمامات.
وعقب مراسيم التسلم الرمزي للناموسيات، أشرف معالي الوزير على انطلاقة السيارات المتجهة إلى الداخل لتوزيع الناموسيات.