
اختتم الحاج المشري جولته الميدانية بولاية آدرار، بعد أيام من التنقل بين ربوع البلديات الثلاث: المداح، وعين أهل الطايع، وأطار، حيث استوقفته معالم الذاكرة والموروث في مدينة أطار، بالإضافة إلى موسم الگيطنه فكانت زيارته لمتحف اتويزگت الأثري، ومحظرة الفتح، ومتحف أماطيل، بمثابة تحية للأصالة وفسحة للتفكير في مستقبل أكثر توازناً بين التعليم الحديث والتقليدي.
وقد أثمرت هذه الجولة عن مبادرات واعدة، تمثلت في إبرام شراكات مع عدد من المحاظر بمدينة أطار، بهدف مواءمة أوقات الدراسة المحظرية مع الدوام المدرسي، واستلهام التجربة الرائدة لمحاظر معطى مولانه في الدمج التربوي بين العلمين.
وفي السياق ذاته، تم الإعلان عن تأسيس مجلس لإعداد محظرة عصرية، تُزاوج بين النظام المحظري التقليدي والمنهاج المدرسي الرسمي، في خطوة تهدف إلى إعداد جيل يجمع بين رسوخ الهوية والانفتاح المعرفي.
كما توجت الزيارة باتفاق تعاون بين متحف اتويزگت وجامع المخطوطات بمعطى مولانه وجمعية دار المخطوط العربي، يهدف إلى تبادل الخبرات، وصون التراث، واستثمار شبكة علاقات الحاج المشري الدولية من أجل التعريف بالمخطوطات الموريتانية وحمايتها من الضياع.
بهذا تُسدل زيارة الحاج المشري الستار، وقد خلّفت خلفها بذور مشاريع تربوية وثقافية، تنمو على أرض التاريخ وتنظر إلى المستقبل بعيون الأمل.