ولد الغزواني: النظام الدولي بحاجة لإعادة ضبط نفسه وتعريف نفسه

خميس, 09/10/2025 - 15:05

أكد الرئيس محمد ولد الغزواني تزايد حاجة النظام الدولي في إعادة ضبط نفسه، بل وإعادة تعريف نفسه، نتيجة للأزمات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية، وفي ظل تشكل التحالفات من جديد.

وأكد ولد الغزواني في خطاب ألقاه اليوم بالمنتدى الثاني للبوابة العالمية في بروكسل أن هذا الوضع يزيد من حدة التحديات العالمية المتعلقة بالأمن، والاستقرار، وتغير المناخ، والفقر، وعجز الحوكمة وشمولية التنمية.

ورأى ولد الغزواني أن الضعف المتزايد لتعددية الأطراف، وصعود الإجراءات الحمائية، والصراعات المسلحة في أوكرانيا والشرق الأوسط، فضلاً عن تزايد بؤر التوتر وعدم الاستقرار والصراعات في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في إفريقيا، يغمر العالم اليوم في أجواء من عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، على حدّ سواء.

وأردف أنه "كل يوم تظهر آليات الحوكمة العالمية السياسية والاقتصادية والمالية مزيدا من تعقيدات الوضع.

وقال ولد الغزواني إن الاتحاد الأوروبي اختار في مواجهة هذا الوضع المقلق أن يؤكد من جديد تمسكه بالقانون الدولي، والأهم من ذلك، تماشي أهدافه مع أهداف التنمية المستدامة وتعزيز التعاون متعدد الأطراف.

ووصف ولد الغزواني مبادرة البوابة العالمية بأنها تجسد بشكل رائع، الالتزام لصالح التعاون الدولي والتنمية المستدامة، وتركز على تعزيز الربط العالمي من خلال تطوير روابط ذكية ونظيفة وآمنة في مجالات الرقمنة، والطاقة، والنقل، والصحة، والتعليم، والبحث، وهذه الأهداف تلتقي تمامًا مع أولويات موريتانيا.

وأكد ولد الغزواني التزام موريتانيا بعزم ببناء تنمية مستدامة وشاملة، جعلت من تعزيز رأس المال البشري ومكافحة الفقر، والتهميش، وهشاشة الظروف، دعائم أساسية لاستراتيجيتها للتنمية الوطنية.
وأردف أنها أولت اهتمامًا خاصًا للخدمات العامة الأساسية كالصحة، والتعليم، والماء، والكهرباء، والخدمات الرقمية، وكذلك لتحسين الظروف المعيشة للفئات الأكثر احتياجًا، مع العمل في الوقت ذاته على ترسيخ سيادة القانون، والحريات الفردية والجماعية، والحوكمة الرشيدة.

وذكر ولد الغزواني بأن موريتانيا تعمل على تسريع الانتقال نحو اقتصاد أخضر وأزرق، وتنويع اقتصادها، وتطوير القطاع الرقمي، والبنى التحتية، والقطاعات الإنتاجية، وكذلك تحسين مناخ الأعمال وتحسين الأطر القانونية والضريبية لتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية في بيئة آمنة وموثوقة.

وأشاد ولد الغزواني بدعم الاتحاد الأوروبي المستمر في كل هذه المجالات، لا سيما في مجال الرقمنة، مع بناء مركز للبيانات في نواكشوط وتركيب كابل بحري ثان للإنترنت عالي السرعة، مما سيمكن من تأمين وزيادة قدرة نقل البيانات.

كما تحدث ولد الغزواني عن بناء خط ربط كهربائي ذي جهد عالٍ يربط نواكشوط بمدينة النعمة على مسافة أكثر من ألف كيلومتر، حيث يتم تمويل الجزء منه بين نواكشوط وكيفة من قبل الاتحاد الأوروبي، والبنك الأوروبي للاستثمار، والوكالة الفرنسية للتنمية، وسيتم التوقيع عليه على هامش هذا المنتدى.

وقال ولد الغزواني إن الأمر نفسه ينطبق على بناء جسر روصو، الذي يربط موريتانيا بالسنغال.

كما تحدث ولد الغزواني أمام الأوروبيين عن مبادرة "نظام الهيدروجين الأخضر"، في مجال الطاقات المتجددة، والمدعومة من الاتحاد الأوروبي، والبنك الأوروبي للاستثمار، وكذلك ألمانيا وإسبانيا وفرنسا، ووصفها بأنها تشكّل نموذجًا يُحتذى به للشراكة البناءة.

وقال ولد الغزواني إن الحاجة اليوم أصبحت ملحّة أكثر من أي وقت مضى لبناء شراكات قوية، راسخة في قيم مشتركة، لمواجهة التحديات المتعددة وعدم اليقين نتيجة للأزمات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.