كتب الصحفي المقتدر الربيع ولد ادومو ما يلي:
" كنت هناك.. عندما حدثت اشياء ما كان يجب ان تحدث..ا
في كواليس القمة الافريقية التي احتضنها قصر المؤتمرات الدولية "المرابطون" بالعاصمة نواكشوط في الايام الماضية وخصوصا خلال المقابلات وبعض المؤتمرات الصحفية واللقاءات الجانبية حدثت اشياء ما كان يجب ان تحدث.
كانت بعض الاسئلة التي طرحها الزملاء الصحفيين الموريتانيين سخيفة، وقدمت أسئلة على شكل "محاضرة"، بسبب انه لم يتم التحضير اصلا للاسئلة، وانما تم طلبها من اجل اثبات الحضور.
وكان واضحا عدم إلمام بعض الصحفيين بالملف الذي يسأل فيه، تسبب ذلك في صدمة لمن وجهت لهم الاسئلة.
طريقة طلب الاسئلة في المؤتمرات الصحفية كانت غريبة في بعض الأحيان، وتضمت مثلا – لا حصرا- الإمساك بملابس مسؤول دولي بغرض تنبيهه، وفرقعة الأصابع للفت الإنتباه، والاقتراب من المسؤولين بطريقة تكسر تحفظهم الأمني، والوقوف فجأة من مكان الجلوس حيث يتم حجب الصورة عن الكاميرات التي تنقل الحدث مباشرة للقنوات، كما تضمنت عبارات متشنجة مثل: "انت اغبظني ذا شنهو..؟ انا عندي سؤال" خلال مؤتمر صحفي لمخاطبة مسؤول دولي لا يتحدث سوى الانجليزية، كما تضمنت الحدث بصوت مرتفع عن قضايا شخصية في مؤتمر صحفي.
وتمت مخاطبة مسؤولين ودبلوماسيين دون تحفظ بجمل تبدء بــ "أنت..."
وخلال التعامل مع الزملاء الصحفيين الأجانب أدخل احدهم يده بكل بساطة في حقيبة زميلة فرنسية يريد اخذ شاحن رآها منذ بعض الوقت تدخله في الحقيبة، كانت عيناها مفتوحتان عن الآخر وهي تنظر اليه، قال لها بالحسانية: "هذا عادي في موريتان".. ثم ابتسم.
واحدهم امسك سوارا في عنق زميلة للتدقيق في تفاصيلها بكل بساطة، وسط دهشة الصحفية، وصحفية تعطرت في قاعة المؤتمر الصحفي وملأت الدنيا باريج عطر غير جيد.
احدهم كان يتحدث ويحرك يديه بعنف حتى اسقط الكأس من يد من مخاطبه، واحدهم طلب "ولاعة" من وزير دولة اجنبية، ولم يعدها اليه.. ولم يشكره حتى.
وأحد الصحفيين شرب من كأس ضيفه خلال محادثة، وآخر اقتحم جلسة لفريق دبلوماسي من بلد أجنبي وجلس يتحادث معهم ويروي لهم وجهة نظره في قضايا حساسة دوليا، وصحفي جلس في مربع دولة اجنبية ولحسن الحظ انه يشبههم في الملامح لم تحدث مشكلة.
وصحفي طلب لقاء خاصا من وزير لتقديم اسئلة عن غامبيا، في حين ان الرجل وزير من دولة افريقية اخرى، وتم الإلحاح في طلب مقابلة من طرف أحدهم وعندما وافق الضيف وهو مسؤول في الاتحاد الافريقي لم تكن هنالك اسئلة اصلا لطرحها ما تسبب في الإحراج، واقتصرت المقابلة في النهاية على سؤال حول رأيه في مدينة نواكشوط، وتمت كتابة الاجابة في ورقة دسها الصحفي في جيبه وانصرف.
من الجيد ان نتصرف على طبيعتنا مهما كان الحدث الذي نتواجد فيه، وقد تكون هذه الاشياء حدثت بالخطأ.. وليس من عيب في الخطأ.
بكن هذه اشياء كان يجب ان لا تحدث، وعدم ارتكابها افضل، والاكيد ان تغطية المؤتمرات الدولية والقمم تفرض الالتزام ببعض الامور التي تفرضها المهنية والالتزام بعنوان المهنة ".