هل بلغ السيل الزبى ؟ / احمد ولد الشيخ

خميس, 16/08/2018 - 10:00

3 أغسطس 2008 - 3 أغسطس 2018: تعيش بلادنا منذ عشر سنوات تحت قبضة ولد عبد العزيز. في قسم القطع، وقد يميل المرء إلى القول بأنها قبضة احتكار حديدية.  عقد ضائع، كما ورد في دراسة قادها بذكاء موسى فال، رئيس الحركة من أجل التغيير الديمقراطي. عشر سنوات من الفرص الضائعة، واللعب المتقطع، والورطات والتغييرات غير المبررة. عشر سنوات جاء فيها قائدنا المستنير، 

منقذا "لديمقراطية مهددة" من قبل نظام مدني عابر، وقد أخطأ في الأولويات. عشر سنوات لم يخرج فيها أي قطاع من غياهب النفق. يمكن وصف المدرسة العمومية بكل شيء باستثناء المدرسة. تلفظ الصحة أنفاسها الأخيرة. ووصلت المديونية أرقاما قياسية لم يسبق لها مثيل، لقد أصبح الفقر طبيعة ثانية لنا، وبلغت البطالة مستوى لم تصله قط، وتزداد الدولة فقرا يوما بعد يوم. ومع ذلك، نجرؤ على التحدث عن "الإنجازات العظيمة" و"الحصيلة الإيجابية". لذلك دعونا نرى ما يمكن أن يتباهي به مداحو التصحيح، أولئك الذين ضللوا ولد الطايع وكانوا أول من أداروا ظهورهم له. الطاقة؟ لا شك أن البلاد اشترت العديد من المحطات الكهربائية ولكن في أقصى درجة من التعتيم. لأي نتائج؟ إن انقطاع التيار الكهربائي أمر شائع، في نواكشوط وداخل البلاد، تأخذ الجنية الكهرباء مظهر الساحرة المنتظرة التي لن تأتي أبدا. ما ذا عن الماء؟ ما زال أكثر من ثلثي سكان العاصمة يتزودون بواسطة الشاحنات الصهاريج وعربات تجرها الحمير. كيف حال الطرق؟ مثل المحطات الكهربائية، لم يفد منحها إلا دائرة صغيرة للغاية، ولكنها لم تحسن شبكة الطرق ولم تجعلها أكثر أمنا. توجد الطرق الوطنية الثلاث في حالة يرثى لها وتسبب مجازر يومية. وبالنسبة لنظام يتباهى بأنه بنى خلال عشر سنوات طرقا تساوي ما بناه الآخرون على مدى خمسين عاما، يبدو الأمر غير جدي. الوضع السياسي؟ لم يتم تعطيله قط لمدة بهذا الطول. الانتخابات ؟ تشكل فخا حقيقيا للبلهاء، حيث، كما قال ستالين، " ليس الناخبون هم المهمين بل أولئك الذين يحسب لهم حسابهم". أين القضاء ؟ إنه جسم بلا روح، حيث يرضخ للسلطة التنفيذية التي استسلم لها تماما.  ما ذا عن حقوق الإنسان؟ يمثل أحد المحددات التي لم تعد تعني أي شيء، لأن انتهاكها أصبح هو القاعدة. يتم الإبلاغ بانتظام عن الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختطاف والإجراءات المطولة، دون تغيير يذكر. يبدو أن هذا السجل المحزن لا يندى له جبين المداحين، الذي يطالبون بضجيج وإلحاح بإكمال هذا "العمل من (تدمير)البناء الوطني". "مزق، اخرق ودمر الدستور، يا عزيز!" يطلبون بلا خجل، "لن يبلغ سيلك الزبى... إذا ملأت جيوبنا!" والله يعلم مدى نهم جيوب المداحين في حين تظل جيوب كثيرين غيرهم، وبشكل متزايد، فارغة بشكل يائس. بيأس؟ موعدنا مساء يوم 1 سبتمبر، للحكم على هذا الاستياء الذي بلغ سيله الزبى ...