انطلقت البارحة في غرة عشر ذي الحجة، ليلة الجمعة 16 أغسطس2018 ، حملة انتخابية موريتانية يشارك فيها 98 حزبا سياسيا ، قدموا 1553 لائحة للانتخابات البلدية، و67 لائحة جهوية تتنافس في 13 عشر دائرة هي عدد المجالس الجهوية لولايات الوطن، و109 لائحة حزبية تتباري على نيابيات 57 مقاطعة هي عدد مقاطعات الوطن ، إضافة إلى 96 لائحة نيابية ل20 مقعدا برلمانيا وطنيا، و87 لائحة للنساء تتنافس على20 مقعدا برلمانيا مخصصا لتمثيل سيدات موريتانيا.
وتم نشر نتائج الإحصاء الانتخابي الجديد ، حيث بلغت اللائحة الانتخابية مليونا و 400 ألف و663 ناخبا، تمت معالجتها ونشرها على موقع اللجنة المنظمة، والأرقام المتوفرة على موقع اللجنة المستقلة تقول إن اللوائح البلدية المتنافسة بلغت1553 لائحة متنافسة.، وهي الأكبر في تاريخ البلاد.
بينما أعلنت لجنة الانتخابات إن عدد المكاتب تجاوز في هذه الانتخابات 4035 مكتبا انتخابيا؛ مؤكدة أن عدد الناخبين يجب أن لا يتجاوز في المكتب الواحد 500 ناخب موريتاني، وهو ما يفرض على المتنافسين توفير4035 ممثلا في مكاتب التصويت على امتداد التراب الوطني.
هذه الانتخابات تفرض على جميع الأطراف التحلي بالقيم الإسلامية لشعبنا في الخطاب، وبالدستور وقوانين الجمهورية في تنظيم مهرجانات الحملة، وبالشفافية، وبالانضباط التام عند التصويت وعند فرز النتائج يوم الاقتراع.
من أجل ذلك يجب أن نعلم أن مقدسات الأمن والسلم الأهلي خط أحمر، وأن الرئيس رئيس لكل الموريتانيين ، ثبت ذلك بنص الدستور، وبنتائج الاقتراع، وبما تحقق من انجازات خلال عشرية الحريات والسلم والنماء.
ليس من حق طرف أن يخرق هذه السفينة وهذه القاعدة، بخطاب فئوي، أو بانتماء حزبي، أو بمشروعية تملقية غير انتخابية.
الكلمة الفصل اليوم للشعب الموريتاني وناخبيه، فهو من أنجح المأموريتين الماضيتين ، في ربيع قان ، وفي مناخ من العواصف الهوجاء.
وهو وحده من سيسمي عبر صندوق الاقتراع، عمده، ونوابه، ومجالس تنمية ولاياته، بلا حروب كلامية ، ولا صراعات عبثية، و بحكمة العقلاء، و سلمية السلوك والأداء، يحرس تلك الصناديق، وذلك الواجب، حراس أمناء عيونهم يقظة، وأخلاقهم دمثة، صدق عند اللقاء، حبهم دين وكرههم نفاق.
من الأحزاب من يغرد لنفسه، لا لوطنه، يحب العاجلة، ويذر الآخرة، يحب المال حبا جما، ويأكل التراث أكلا لما.، جمع فأكدي،آذانه لا تسمع، وقلوبه لا ترعوي، وأعينه سملت،وعليه غشاوة وبهخرف، فهو واد ، والناس في نخيل باسق.
ومن بني جلدتكم، أهل دخن، يتكلمون بألسنتكم، ويتحدثون بديمقراطية غيركم، يبحثون عن إلحاق وطنكم ببلدان احترقت دساتيرها وبرلماناتها وهدمت صوامع وبيع ومساجد حضارات عيشها المشترك..
تلك الأحزاب، وتلك النخب التي ستنتحب لكم جهارا ونهارا ، في هذه الحملات... خراف ضالة.. "يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب".
يا رؤساء الأحزاب غير المنتخبة بالاقتراع، و يا ساقية الجب.. لن تأكلوا يوسف،ولن تبيعوا الوطن الموريتاني بثمن بخس .. دراهم معدودة .
منذ عشر سنين أغلق الأحمد العزيز ، سوق النخاسة السياسي، ووصد أبواب كل من الجب والسجن.. وأصبح للأكارم بن الأكارم من الشناقطة وحفدة المرابطين، جواز مرور غير مزور، وجوار أمن لا يباع ولا يشترى بدراهم كسرى المنحوسة ، أو بقصور قيصر المنكوسة.
بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي