الجمهورية الإسلامية المويتانة عربية زنجية بربرية صحراوية تشكلت عبرحراك داخلي عذب وصارخ مؤلم وناعم؛ تناقضه يعبر عن روعة إنصهاره في فرن الحياة المشتركة بقوة التاريخ المشترك والتضاريس المتصلة وتقارب العادات ووحدة المصير ووحدة العقيدة وقوة حضورها في الضميرالحي لدى السكان وإمتزاج تعاليم العقيدة مع تقاليد المجتمع المحاصر من الجنوب بكثافة المنطقة الإستوائية ورطوبتها وقوة حجب أدغالها لتأثيرها أو تأثرها وتأخر مساهمتها في تاريخ رفض التخلف وتحسين وسائل الحياة وتحصين الأرض ؛ومن الشمال بإعتدال مناخ البحرالأبيض وقاعدة تضاريسه التي تزداد إنحدارا كلما إتجهنا جنوبا وأحتدام صراع البشر عليه وهو ماسمح بتدفق سيل الهجرات من ضفافه وأحواضه إلي الصحاري والغابات جنوبا وبما أن الجمهورية الوطن تأسست قبل لم شمل الشعب ظل هيكلها مخيف شكلا غامض مضمونا في حين أخفقت النّخب وقادة الرأي وكل الموجهين في إقناع الإنسان الموريتاني بضرورة الوطن الهيكل وضرورة العيش المشترك داخله بين أفراد الشعب الواحد .فكان أداء النُّخبة في قياس التأسيس ضئيل جدا إذا ماأخذنا رغبة الحد من الأخطاء وتصحيح ما فرضه الصراع من أجل البقاء على أمم تتيه في صحراء شاسعة شحيحة التجارب الناجحة المعزِزَة لإفشاء السلم وتدعيم حق المشاركة على أسس قادرة على مواكبة التطور الطبيعي للبشربدل محاولة التمسك بمعاييرتقليدية مستوحاة من ترتيبات الأسر أيام البحث عن تأمين العرق والجنس واللون فما أعاق سلاسة تطورنا يوشك أن يفتك بجهودنا المشتركة في تحسين صورة الوطن ـ الهيكل ،وفي ترسيخ قيم العيش المشترك وتعزيزمبدء المساواة وتشجيع التنافس من خلال الحياد المعبر عن شمولية الإستهداف والضامن لتساوي الفرص حتي نضمن حسن المسار وإيجابية التطور وصدق إرادة تضميد الجراح وتصحيح ألأخطاء وزيادة تعميق الفهم وشجاعة الإستفادة منه فمن ورِث تأصيل الخطإ عليه أن يبارك إرادة تصحيحه حينما أمتلك البعض جرأة التصحيح وشجاعة تنفيذه لا أن يظل متمسك بأخطاء السلف حينما أجتهدوا فلا مجال لتبرير أخطاء غير مقصودة ــ إن نحن إلتمسنا أحسن المخارج ــ أحرى التمسك بها او الدفاع عنها ولقد أدركنا أن الوطن للجميع فعلا لا شِراكا نصبه صياد قذفت به أمواج محيط مضطرب على أديم صحراء ميزت سكانها بطابعها وأنجبت هذ الوطن الواحد لهذ الشعب المتعدد الأعراق المرتبط مصيرا وعقيدة وتاريخا ولقد سنحت فرصة التغيير الراهنة للكل أن يشارك في إفشاء الخير كل من موقعه وبأسلوبه فقط من خلال الوطن الواحد وفي الضوء الصريح لا في الظلام الحالك ووفق إحترام النظام المعمول به في الجمهورية ،فدول الكانتونات ليست مثالا يحتذى به وما يحدث على حدودنا الشرقية وفي منطقتنا العربية والإسلا مية إنما تستخلص منه الدروس والعبر و هو آية وذكرى لمن أراد أن يتعظ ويتذكر و على الجميع ترسيخ ثقافة السلم لا تشجيع تهديده فنحن الشعب تأشيرة خروجنا محصوروة داخل هذ الوطن.