نمر بدوامة تحولت الى مسلسل تركي طويل منذ اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي رحمه الله حيا ام ميتا. وعندما يتدخل كبار الدول في اي امر فإن الطمس سيكون سيد الموقف وتبادل الابتزازات وتعدد الروايات بحيث تتحول جثة المرحوم الى قميص سيدنا عثمان ، كل يدعي رفعه لايجاد الحقيقة بينما الحقائق تتعرض للي والكي وفقا لظروف كل دولة لكن المؤكد ان الكاتب الصحفي تلاشى دون رثاء يستحقه لأن الجهود منصبة على تفاصيله وليس عليه كله كإنسان وكاتب صحافي مشهود له بالمقدرة والكفاءة والمعارضة البناءة من قلب النظام وليس من خارجه. الرئيس التركي حبس انفاس الجميع بقوله في السادس من الشهر الجاري انه سيكشف التفاصيل امام حزبه في اليوم التالي لكنه تراجع ولم يقل كلمة بعد ان تلقى اتصالا من الملك سلمان وعده فيه بايفاد طاقم تحقيق امني لأن الملك لا يعلم بما حدث وانه اي الملك سيتخذ ما من شأنه معاقبة كل متورط في الأمر والملك صادق في ذلك . ، وسحب الرئيس التركي تفاصيله الى وقت لاحق وفي يوم الاثنين الماضي اعلن انه سيكشف كل شيء بالأدلة والوثائق في اليوم التالي لكنه لم يأت بجديد وتبين ان مديرة المخابرات المركزية الامريكية هرعت الى انقرة فورا بعد مكالمة من الرئيس ترامب والتزم اردوغان الصمت ولم يقل شيئا جديدا في خطابه وعاد اردوغان مجددا رغم ذلك ليقول انه سيكشف ولن يكشف . هناك من يغتال خاشقجي ثانية بهذه الطريقة وكأنه صار في مزاد دولي وكل دولة تدعي الحرص عليه وهو في عالم الغيب . فما الذي يخفيه اردوغان بمسلسله هذا ؟وما الذي يخشاه ترامب وغيره؟
عندما استشهد القائد ابو عمار جرت اتصالات هاتفية على مستوى زعماء بضع دول كبرى قادها الرئيس الامريكي بوش بهدف طمس حقيقة اغتياله وهو ما حدث فعلا ، فمصالح الدول اهم من الجرائم فقد قتل في العالم العربي قرابة خمسة ملايين في العراق وفلسطين وسوريا وليبيا واليمن وغيرها دون تحقيق او محاسبة للمجرمين لأن القتلة يجاهرون بذلك ، لكن اغتيال خاشقجي قد يتحول الى خازوق لكل القتلة .
شاشة نيوز