هنا انواكشوط..إذاعة موريتانيا....تنطلق من حنجرة الراحل عبدالله ولد عبيد...لتفتح صفحة بكرا..في تاريخ موريتانيا...صفحة ستسطر فيها لاحقا مجموعة من صحفي الرعيل الأول حروفا من ذهب..ليثبتوا ذواتهم كرواد استطاعوا ان يصنعوا من منزل واجهزة بسيطة بدائية مؤسسة اعلامية ساهمت على امتداد عمرها الذي يكبر الدولة بسنوات ثلاث في بناء المنظومة الفكرية لسكان موريتانيا عموما
على الضفة الجنوبية لنهر السنغال انطلقت الذبذبات الصوتية على الموجة الطويلة لإذاعة موريتانيا ..وقبل الإستقلال عبرت الإذاعة النهر ذاته في موسم الهجرة الى الشمال الذي انتهجته كل مؤسسات الدولة الوليدة ......الإذاعة اذن والدولة توأمان في مهد الإستقلال لذا انطلقتا في رحلة الوجود توزعان الفرحة وتتصيدان اللحظات الشاردة.
ولأنها تكبر الدولة بثلاث حجج فقد لعبت دور الأخ الأكبر في الأخذ بيد موريتانيا وهي تتلمس خطواتها الأولى فواكبت تنميتها..وكل مراحل تشكلها وتطورها وساهمت في تشكيل الرأي العام وجمع المواطنين علي كلمة سواء وتوطيد مفاهيم المواطنة والإنتماء الي الوطن وتثقيف العامة ورسم الملامح الكبري لثقافة النخب.
كانت الدولة باختصار شديد..تاريخا..جغرافية ....عادات..تقاليد..عليها تجتمع الأسرة التي تشكل النواة الصغرى للوطن..وعليها ايضا يجتمع مسؤولوا وموظفوا الدولة ..تنقل الحدث ..وتشارك الدولة احتفالاتها ولحظاتها الحاسمة وتحتفظ بين جدرانها بأكبر ذاكرة سمعية .
ورغم ثقل سنواتها التى تزيد على الخمسين ماتزال إذاعة موريتانيا شابة ..واثقة الحظى تمشي بثقة الى الإمام ...تخطف الأضواء ...وتصنع الأحداث..وتشكل النقطة المركزية في المسيرة التنموية للبلد