أنا غبي/سلطان الخضور

اثنين, 29/07/2019 - 13:16

غبي أنا... نعم أنا غبي، وأعترف أمامكم أيها الأصدقاء بغبائي... أعترف أنني أحيانا كنت أفرط في الغباء... أعترف وأنا أدرك أن الثقة الزائدة بالغير هي أسوأ أنواع الغباء، وأعترف عن تجربة وبحكم الخبرة، أنني وقعت في فخ الثقة الزائدة مرات ومرات، وأن كثيراً من المواقف التي كنت أتعرض لها أثبتت أنني كنت غبياً وأحياناً كنت أجنح بفعل هذه الثقة نحو الهبل...واستنتجت فيما بعد وبعد فوات الأوان، أنني غبي...أخرق...أهبل
نعم أنا غبي ...أعترف وأنا أدرك أن فقدان السيطرة على الرغبات بحكم الاستسلام لبعض الضغوط التي تمارس من آخرين، هي ضرب من ضروب الغباء وأنني رضخت في مواقف عدة واتخذت قرارات غير صحيحة نتيجة لهذه الضغوط التي تغلب فيها العاطفة على العقل، وغالباً ما كانت على حساب مصلحتي من أجل أن يرضى هذا الشخص أو ذاك، مما جعل غبائي يضع حداً لطموحي، فرضيت العيش تحت سقف كان يرتطم رأسي به في كثير من الأحيان.
أعترف أنني كنت غبياً وما زلت لأنني كنت أغلب بعض المصالح الآنية قصيرة المدى على بعض المصالح بعيدة المدى، وكثيراً ما كنت آخذ القرار نتيجة انسجام لحظي كلعب الورق على حساب الدراسة، والتي كان من الممكن أن تغير كل مسيرة حياتي لو تخليت في حينه عن العاطفة....
أنا غبي, لأني كنت أستهتر ببعض المواقف التي كان يفترض أن أتعامل معها بجدية، والتي مرت وكأنها أمور بسيطة رغم أنها كانت تشكل مفاصل رئيسة من مفاصل العمر.

أنا غبي... وغبي جداً ...وأخرق وأهبل لأنني لم أدرك في سن مبكرة أنني...غبي.
أنا غبي لأنني كنت على مدار سنين طويلة أمارس لعبة الدبلوماسية ما كان يتطلب ابتلاع بعض المواقف الصعبة التي كان يفترض أن تجابه في حينها، والتي كانت تتطلب موقفاً حازماً دون اعتبار لمن يرضى ولمن يغضب. كان يجب أن أمسك العصا من أي مكان غير منطقة الوسط، مع أني كنت أعرف أن مجتمعاتنا على الأغلب تهادن الرجل الصلف الذي لا يداهن ولا يهادن.
أيها الأغبياء, خذوها نصيحة ممن مارس الغباء بشكل مفرط، أن الاستمرار بالغباء... غباء، وأن البساطة... غباء، وعدم الشك... غباء، واعلموا أيها الأغبياء أن وضع النفس بقالب أكبر من حجمها ولبس ثوب غير الثوب الذي يجب، والذي يجب أن يفصل على مقاسها، هو ضرب من ضروب الغباء، ولأمانة الكتابة وتوصيل الرسالة أختم فأقول( غبي من يأخذ الحكمة من غبي)...اللهم قد بلغت،... اللهم فاشهد.