المشهد السياسي بلونه الغامق مثيرللقلق عموما ، وفي صفوف المعارضة الوطنية خصوصا ، بكل تشكيلاتها ، وعلى تعدد تسمياتها ، ووفرة رؤسائها، وزعمائها ، وقادتها وعراقة أحزابها ؛ يعكس هذ المشهد الصارخ بحق ، زيف تعلق فرسان المشهد بفروسيتهم ، ويعري ضعف اداء من أوهموا الناس أنهم قادة الرأي ، وسادة الجماهير ، وهم دون دراية يساقون إلى تزكية خصومهم ، وتعرية مخططاتهم ويعترفون ــ وهم في المشهد شتات هزيل ــ بضعف تحصيناتهم ، وقلة حيلتهم ، وهوانهم على انفسهم اولا، وتباين مؤشرات أقوالهم مع أفعالهم ثانيا ، وتدني مستوى طموحهم، وتضخم الأنا عندهم ؛ .فلقد تأكد أنهم كسراب يحسبه الظمآن ماء، وهذه الصورة المؤسفة التي كرسوها ، تكشف ضعف ألأداء وعجز الأحزاب عن تنشئة جيل يحترم خنادق نضاله ، ويتمسك بخيارات فريقه ، ويرسخ قيم الديمقراطية ، حتي ولو أقصته عن صناعة قرار وطنه ، حينا من الدهر، فهي لن تحرمه شرف المساهمة النبيلة في تشكيل شخصية الوطن ، وتوجيه شعبه ، وإنارة دروب الخير ، وتزكية جهود الفريق ، واظهاربصمتهم ، في سجل الوطن الحافل بلحظات البصمات طويلة الظل ، شديدة الوقع فريدة الزمان لنفس المكان المشتهى ، وإن ضاق ذرعا بفصول حرمانه العريضة ، الجاثمة على صدور أمة ، إكتفت من وطنها وخيره بنقطة سحيقة بين مناكبه ، بعيدا عن حضنه وأستسلم لمشيئة المتحاربين ٠ إن صورة كهذه تُظهروجه العملة ألآخر برونق مختلف ، وبمساهمة أكثر إيجابية لفريق أكثر إنسجام ولو ظاهري وأقوى تماسك ، فالصورة تعطي الإنطباع ، ونجاح الفريق وقادته في المحافظة على جمهور المناضلين ، دليل ملموس على مساهمة الخصوم في تثبيت قواعد منافسيهم ، لعجز فريق المعارضة عن تقديم البديل المقنع، بل وإفتقارهم لشخص ينافس مرشح الفريق الآخر، يمتاز بعراقة وأصالة وجدية معارضته ويصون تاريخ نضالها ويعبر عن شخصيتها ويعترف لمناضليها بأهليتهم وقدرتهم على المافسة وكسب ثقة الشعب ، وحماية الجمهورية ومكاسبها الوطنية ، والأدهى والأمرر تقديمهم لشخصية وطنية ولدت وترعرعت ونضجت في أكناف الأنظمة الحاكمة للوطن ، والمُوجِِهة لنموه والمعبِرة عن شخصيته والمُواجِِهة لقوى تغييره ،يوم سنحت فرصة التعددية لرأي آخر ظل يدفع ثمن صمود ه ، من حظوظ مناضليه وقادتهم ، رغم أن التِّرحال في وطن الرُّحل ظاهرة طبيعية لكن نضوب المؤهلين للمنافسة ظاهرة غير صحية ، وغيرصحيحة ، تدل على جو مشحون أنهكت حساسيته فرقاء الهم السياسي ، وحدَّت من فاعلية تكتلهم ، ومنتداهم ، وتحالفاتهم ، حتى تعلقوا بمنقذ قذفت به رحمة الخالق ، كي لا يتفرق رفاق الأمس أيادي سبأ ، وحتى تُصان ــ بخجل ــ كبرياء جنود خاضوا كل المعارك بشرف وبسالة ، خلف قادتهم وأثخنتهم جراح معارك زجت بهم في أتونها مغامرات بعض القادة ، وحرضها بعض الوافدين الجدد ، تحركم غريزة الإنتقام ، ولهفة نهب وطن ، دمرت جذوة ميلاده ، تكالب معوقات التخلف ، وأنعدام الأمن، وطبيعة نمط الحياة ، وقوة حضور المستعمر، وضعف عملائه المزدوجين ، وغرابة شكل الكيان الجديد ، على المجتمع التقليدي، وإنشغال النخبة بأولويات مرحلتها ، وإهمالها لترسيخ قيم الجمهورية ، وتأكيد مصطلح المساواة وتحديث مفهوم العدل ،.وتوسيع دائرة الإستفادة والإهتمام ، وهو نهج كرسته أنظمة الوطن المتعاقبة لعبت فيه قوى المعارضة دورها المحدد بمهنية ،حتى دخل أو أدخل الشعب في دوائرالإستهداف وإن تبايت نوايا المستهدِفين٠ ليس تنقيص من احد ،ولا إستهداف ،لأحد ،وخصوصا السياسي المخضرم الوزير والرئيس السيد سيدي محمد ولد ببكر وإنما تنبيه إلى ان بعض القوى السياسية المعول عليها ، في الثبات أهملت تاريخ النضال ،وطمأنة المناضلين ، فرئيس التغيير المدني المنتظر، من نفس مشكاة رئيس ستمرار النهج ،وهو ما يفسر نجاح النظام في فرض نفسه، حتى من خلال أكثر أحزاب المعارضة أطرا، وأقواهم جماهيرا ، فالمشهد يؤكد أن أغلب الطيف المعارض ينفذ أجندة الطيف الحاكم ،وهو لعمري إستهداف مباشر للزعيم النائب بيرام ولد الداه ولد أعبيدي وتخلٍ ــ في ظرف دقيق وحرج ــ عن الرئيس محمد ولد مولود ،وهدف ذكي للعبة الديمقراطية سجله فريق النظام بمهارة ٠