ذهبت إلى صالون نسائي، كان يعج بالنساء وكنّ، كما هو متوقع في موضع كهذا “على راحتهن للآخِر”؛ فهناك من يُصبغ لها شعرها، أو من يجفف لها، أو تخضع لمختلف أنواع طرق التجميل.
تجاوزتُ تلك الغرف ودلفتُ إلى الغرفة التي بها صاحبة الصالون، كانت ترتدي ما يشبه قميص نوم، وكانت أمامها امرأة مستلقية على سرير على ظهرها “واخفيف ذاك اللي اعليها من اللباس”!
فور دخولي تفاجأتُ بتلفزيون مثبت على جدار الغرفة، وقد قُسمت شاشته إلى ست نوافذ ترصد كاميراتُه كل ما يحدث في الصالون!
صعقت! وسألتُ صاحبة الصالون:
ماذا تفعل هذه الكاميرات هنا، وهل تسجل كل ما يحدث في الصالون؟!!
أجابتتي ببرودة أعصاب: نعم وأحتفظ بالتسجيل لمدة 15 يوما فقط ثم يُمسح!
طبعا صدمت وأخبرتها أن ليس من حقها إدخال كاميرات تصوير إلى غرف خاصة كهذه، يكفي لو كانت الكاميرات أمام مقر الصالون أو في قاعة الاستقبال.
ردت عليَ بكل جرأة أنها حرة في تصرفها، وأن هذه التسجيلات لن يطلع عليها غيرها، وستختفي لاحقا!
طبعا غادرت الصالون مباشرة، وأنا منزعجة ومستغربة من هذه السذاجة وعدم الوعي عند بعض نسائنا!
كيف يسمحن لهذه السيدة بتصويرهن وهن في مكان خاص وفي وضعيات خاصة؟!
هل يدركن أن تلك الكاميرات قد تكون مربوطة بتطبيق على موبايل يمكن صاحبه من مشاهدتهن في بث مباشر وهو خارج الصالون؟!
وهل يدركن أن التسجيلات قد تضيع على صاحبة الصالون فيتم استغلالها وابتزازاهن عن طريقها؟!
ما هذا الغباء؟!!
الإعلامية: آسية عبد الرحمن