أثبتت احتفالية الذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال ـ بعروضها العسكرية النوعية المتنوعة وضيوفها من الرؤساء السابقين والشخصيات السياسية المخضرمة الذين غيبهم طويلا الانفرادُ بالحضور والأضواء والذكر ـ أن عهدا جديد بدأ بطعم التواضع الصارم، وتباشير التحرر من "مفتعل" الشكوك، وبعزم معلن على تحقيق التغيير البناء في خمسية مباركة إن شاء الله زادها احترام الموريتانيين ونشر العدل بينهم.
خطاب حمال
وأنا أستمع إلى خطاب رئيس الجمهورية، بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستلال الوطني، استشعرت حضور الدولة الغائبة وأحسست دبيب تململها من ركام النسيان إلى بساط العزة المحررة من الرداءة؛ العزة بالوطن وهي تمتطي سابح الهوية المستعادة بمداد وأحرف لغة مفعمة بالرؤى البناءة. خطاب قوي حملت انسيابيته رسائل الأمل بغد أفضل سيطرد حتما سحب الخيبة الداكنة.
لن يضير الرئيس كيد الأدعياء
"قد فعلوها من قبل"
لن يضير الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تصديه بهوء وترفع لمردة السياسة الذين يعملون فقط من وراء الحجب وهم يعلمون أن طموحهم لا يمكن أن يتجاوز عتبة التمتع بالحضور المطأطئ الرأس وراء ظل صنائعهم التي تتقطع أنفاسهم عند أفول أي منها.
نعم داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ينقسم الانتهازيون، المنتحولون صفات القيادية منذ عهد الحزب الجمهوري، إلى قسمين يشكلان معا في اختلاف التآلف نواة التحرك وصمام أمان البقاء.
فأما القسم الأول فيتكون من:
- أصحاب الخطاب التنظيري الخشبي، لهم فيه باع طويل وقد مكنهم من مصاحبة الأحكام المتعاقبة عسكرية، شبه مدنية ومدنية، يغيرون أسماء الأحزاب ومعها ثوابتهم المصطنعة، يحرفون بعض الكلم في متن النظم التأسيسية ويتلاعبون بماهرة فائقة واحترافية مذهلة بالفواصل والنقاط في صلب الفقرات،
- الأطر الحزبية من ممثلي القبائل الأول والشرائح وأصحاب الخدمات الاستخبارية ورجال الأعمال "المتغولين".
وأما القسم الثاني فيتكون من:
- القواعد الجماهيرية، المغلوبة على أمرها، تستجيب بفعل العسف الانتمائي القبلي، الجهوي الشرائحي للعبة المحسومة حفاظا على الفتات الذي يصلها نتيجة القسمة الضيزي للمححاصة التقليدية المستوحاة من السيبة،
- وشراذم الإعلام المأفون،
- والمتملقة والصابئة من أحزاب المعارضة الخائرة.