قوارير وأواني وقشة بالية وسبحة طويلة لا تستطيع ان تحصى عدد حباتها مقارنة مع مرتادي المكان الذي يقع مزاره في "السبخة"وغيرها من أحياء العاصمة نواكشوط، حيث اعتادت رقية وصديقات لها ان يتوجهن الى بيت مَن سميناه توصيفا بـ"جلو" لطلب ما بات يعرف محليا بـ"لحجاب"، أو الرقية.. وتارة ان اختلفت الأسماء يلقبونه بـ"لكزانه".
أسماء لامعة عند مريداتها من "طالبات الحلال" او مَن ترغبن في قهر أو جلب ود فارس أحلامهن.
"رقية" فتاة موريتانية في مقتبل العمر تعاني من شبح "العنوسة" حيث أصبح يسبب لها هلوسة نفسية تراودها بين الفينة والأخرى،..أقنعنتها صديقتها ان تتجه الى "دير المشعوذ جلو" في السبخة.
لم تستجب للأمر في الوهلة الاولى ولكن مرتادات مزار "جلو" ضغطن على صديقتهن التي طال عليها الامد ـ وفق قولهم ـ وهي ذات جمال باهر لم تستطع ان تدخل به عش الزوجية.
كان الزواج هو "العنوان" الذي جلب "رقية" الى "دير المشعوذ جلو"...دخلت عليه للمرة الاولى وبهرت بطريقة الطلاسم التي بدأ بها مقابلته الشخصية لها، حملق الرجل وزمجر ودعا "برهتيته" وأسماءه الغريبة حتى كادت "النزيلة" ان يغشى عليها من شدة الخوف وهي ترتجف.....لم تتماسك أمامه فسقطت برهة مغشيا عليها كأنما وقع على رأسها جان.
قال المشعوذ وهو يستحضر ويستقرئ "الودع" جالسا على قشته البالية " :
سيدتي انك متزوجة من عفريت وانا سأقوم بطرده عنك ولكن عليك ان تقدمي نقدا "مائة الف اوقية" لأحضر بها لك الدواء".
قامت بالبحث في حقيبتها ولكنها لم تجد سوى ربع المبلغ دفعته له ثم سلمها وعاء مسك وقارورة ماء مُحلي ثم ضرب لها موعدا آخر، جاءته في نهاية الموعد وكرر نفس العمل، وفي الثالثة ... وقع ما لم يخطر على بال الفتاة طلب منها ان تدخل في "بيته البرهتي" الذي يدعو منه الجان - وفق الفتاة - وطلب منها ان تتحسر من ثيابها قائلا إن العفريت الثالث تمكن منها وصعب عليه المراس معه وعليه ان يطرده بواسطة مضاجعتها لأن العفريت يخشى منه وسوف يخرج من وفادها وتتحرر لرجال الإنس وعندها ستتزوج في الليلة الثالثة من وطئه هو لها.
تصبب العرق على جبين الفتاة ولم تتمالك نفسها وأقنعته بأنها مستحاضة وعندما تطهر ستمارس معه الفعل، ومن ثم استطاعت النفاذ من هذا المشعوذ الذي اعتاد على فعلته هذه مع عشرات النساء اللاتي يقعن تحت تأثير طلاسمه , وأخيرا يندمن نهاية العمر عندما يغتصبهن...
تحقيق: محمد الأمين ولد يحيى
الاعلامي