إن الإنسان بطبيعته يميل إلى امتلاك السيادة، والقيادة وأن تكون له الريادة في كل شيء، وقد تتجلى هذه الحقيقة في مجتمعنا أكثر منها في المجتمعات العربية والأفريقية في البلدان الاخرى.
وهنا سأتناول ظاهرة من هذه الظواهر ومسلكا من هذه المسلكيات
ونحن نتوجه الى صناديق الاقتراع، أود أن أتوجه إلى إخوتي و أخواتي في هذا الوطن الغالي و خصوصا إلى النخبة المثقفة، المسؤولة قبل غيرها عن صيانة هذا البلد و إحلاله المكانة اللائقة بين الأمم، داعيا للتصويت للاتحاد من أجل الجمهورية، و خير الكلام ما قل ودل
قديما، و ككل ساكنة الفضاءات القفراء و الموحشة العطشاء، تعلم الموريتاني من وحشة و صعوبة و البداوة في جميع أرجائها و فظاظة و اضطراب المناخ في مهمهاتها بين الرياح السموم و الشمس الحارقة و ندرة المياه و شح الكلأ و انعدام مصادر الغذاء، تعلم أن لا يستعجل الأمور حتى لا يؤخذ على حين غرة و أن يقلب كل أوجه الحالات التي تعترضه حتى يتبين
بغض النظر عن أحلام اليقظة التي يحلو لرواد العالم الافتراضي والحالمين العاجزين استمراؤها واتخاذها حقيقة تمحو الحقيقة، فقد جاءت نتائج الشوط الأول من الاستحقاقات الوطنية تشكل نصرا مؤزرا للحزب الحاكم؛ سواء منها ما تم حسمه لصالحه من نواب (67) وبلديات (111) ومجالس جهوية (4)، أو ما ينافس عليه خصوما يسهل التغلب عليهم في الشوط الثاني.
أسدل الستار علي أتون حملة إنتخابية شرسة أستخدمت فيها كل وسائل الهجوم وكل أساليب الدفاع وانتصر أغلب المتنافسين في الواقع الإفتراضي وانهزم في الواقع الحي الأغلب الأعم خصوصا حينما أخرجت صناديق الإقتراع أثقالها فتنادوا مصبحين متسائلين مالها ؟ لم يدركوا أن ساعتها أزفت وأن جِدها أو جدها واللعب ضيعها ووحقيقتها أدهى وامر
أثبتت أوسع انتخابات وطنية ، تجري في موريتانيا منذ 28نوفمبر 1960 م، أن موريتانيا لم تعد ملكا مشاعا لحزب واحد، ولا شماعة لنخبة مؤدلجة، ولا لعبة بين تكنوقراطيين، يرمقون بأعينهم، وينتجعون بأوداجهم ، حيث ما أمطرت السلطة ، وأينما أينعت الثروة والمكس.
ما تحصل حتى الآن من نتائج اقتراع الفاتح من سبتمبر ما يمكننا من الحكم عليه، هذا الاقتراع الذي سبق وأن وصفته في مقال سابق بأنه اقتراع في غاية التعقيد، وهو الوصف الذي أجمع عليه كل المراقبين فيما بعد، حيث كان واضحا مدى الصعوبات التي سيتلقاها الناخبون في التعامل مع الكم الكبير من اللوائح والخانات والشعارات والأسماء..
وأخيرا صوت الموريتانيون لانتخاب نوابهم وعمدهم ومستشاريهم البلديين. في فوضى عارمة وعدم استعداد مميز لبلداننا المتخلفة حيث لا يؤخذ أي شيء على محمل الجد. خمس استشارات في اقتراع واحد! مائة حزب في البداية، كما هو الحال في سباق الماراثون! ناخبون يجرجرون بين المدن، بطاقات اقتراع طويلة جدا بالكاد يمكن قراءتها؛ اقتراع جهويي، قبلي وأسري
على عزيز أن يفهم أن الإسلامي الديمقراطي الموريتاني إزاحته كلية من المشهد السياسي خطر عليه ، و ينتهج نهج الاستحمار السياسي إن ألحق أي ضرر بالغ بالإسلام الديمقراطي بموريتاني سواء بحجز المئات من القياديين في غياهب السجون ، أو فرض حظر قانوني على الأذرع المنظماتية المُرتبطة به ، أو مصادرة ممتلكات الأعضاء القياديين، أو مَحِقَ حضورهم العلني، وشَلّ خطوط اتصا